Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

ما سر استهداف أميركا لقاعدة الشعيرات تحديداً.. وحصراً؟!

8 Avril 2017, 16:54

حسين طليس - خلطت أوراق الأزمة السورية من جديد، وعادت التحليلات إلى النقطة صفر، فالدخول الأمريكي من الباب العسكري، المباشر وغير المتوقع على الساحة السورية، بدّل السيناريوهات التي كانت تسير وفقها الأحدث ورسمت حدود جديدة للنفوذ والخيارات، إضافة إلى شكل الصراع بمجمله، والذي رأى الصليب الأحمر أنه يرقى لوصفه بنزاع دولي مسلح.

 

ولأن تاريخ الصراع السوري قد ثبّت نظرية انعكاس الميدان العسكري على التطورات السياسية، فإن تحليل أبعاد الضربة العسكرية الأميركية بشقها السياسي والإستراتيجي، يفرض مناقشة الجانب الميداني والعسكري المباشر للضربة، ولا سيما الشق المتعلق باختيار الولايات المتحدة للهدف دون سواه واقتصارها عليه، الأمر الذي من شأنه أن يوضح الأبعاد والرسائل السياسية والإستراتيجية للتطور الأخير.

تقع قرية الشعيرات شرق الطريق السريع بين حمص ودمشق في ناحية الرقاما التابعة لمحافظة حمص. ويقع المطار الذي يحمل اسم القرية على طريق حمص – تدمر بمسافة 31 كيلومتراً جنوب شرق مدينة حمص. هذا الموقع الذي يتوسط سوريا جعل من المطار نقطة ارتكاز هامة في العمليات الجوية للجيش السوري على مختلف الأراضي السورية، حيث احتوى بحسب تقديرات رسمية على ما نسبته 25% من القدرات الجوية للجيش السوري.

وفي حين أفادت معلومات، لم يتسن التأكد من دقتها، عن اخلاء المطار من الطائرات الحديثة، إلا أنه عادة ما يحتوي على احدث طائرات القوات الجوية السورية، من بينها طائرات ميغ 23 وميغ 25 وسوخوي 25 القاذفة، ويحتوي على 40 حظيرة إسمنتية، كما يحوي دفاعات جوية محصنة من صواريخ سام 6، وأنظمة دفاع جوي ورادارات، وفيه مدرجان أساسيان، طول كل منهما 3 كيلومترات. كذلك يضم المطار أهم المعسكرات التدريبية في المنطقة الوسطى من سوريا وفيه مركز قيادة "اللواء 22".

رشّح المطار ليكون ثاني اهم قاعدة روسية في سوريا بعد حميميم، وقد جرى استخدامه بالفعل من قبل الطائرات الروسية، كما سبق لإيران أن عززت المطار عسكرياً واتخذت من منشآته قاعدة ميدانية لمستشاريها، وهو ما يكشف الأهمية الإستراتيجية لموقع المطار.

في المرحلة الماضية، شكل المطار نقطة انطلاق أساسية في الحرب على داعش، حيث تركز استخدامه على تقديم الدعم والمؤازرة الجوية للعمليات الجارية على الجبهة الشرقية ولا سيما تدمر وريف حمص الشرقي والجنوبي. وذلك بحسب ما كشفه الخبير العسكري عمر معربوني في اتصال مع "الجديد".

معربوني نفى أن يكون المطار قد استخدم مؤخراً خلال عمليات قصف على إدلب او حماه، مشيراً إلى أن قاعدة حماه الجوية هي التي تغطي منطقة العمليات تلك، "وعليه فإن الذريعة الأميركية واهية من هذه الناحية". ويضيف معربوني، "التوقيت يحمل الكثير من الدلالات والرسائل، اولها موجه للحكومة السورية ومفادها ان إدارة ترامب تختلف جذرياً عن إدارة أوباما، تهدد وتنفذ، وتستطيع ضرب العمق السوري في أي وقت."

أما الرسالة الثانية فيرى معربوني أن وجهتها المعارضة السورية، ومفادها ان "الحرب لم تنته بعد كما يبدو، وبإمكان الولايات المتحدة تغيير مسارها في أي لحظة دون إقامة اعتبار لأي توازنات دولية." ومن هنا تأتي الرسالة الثالثة لإيران وروسيا، لتستهدف هيبة تواجدهما العسكري ودعمهما المباشر للحكومة السورية، وهذا ما انعكس جلياً في التعاطي الروسي مع القصف عبر توصيفه عن لسان الرئاسة الروسية بـ"العدوان" واتهام اميركا بدعم الإرهاب، وكذلك بالنسبة للتصريحات الإيرانية"، بحسب معربوني الذي ختم مؤكداً أن اخراج قاعدة الشعيرات من الخدمة سيعرقل مسار محاربة الإرهاب، واصفاً العملية الأمريكية بأنها "أكثر من رسالة وأقل من حرب بدليل ان 59 صاروخاً استهدفت قاعدة واحدة فقط".

ما الأهمية العسكرية والاستراتيجية لمطار #الشعيرات السوري ؟
رابط يوتيوب: https://youtu.be/AF3PHsPWeMM
 المصدر: روسيا اليوم

 

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
commentaires

Haut de page